حرائق تلتهم مرتفعات الجبل الأخضر في ليبيا وتحذيرات من كارثة بيئية

حرائق تلتهم مرتفعات الجبل الأخضر في ليبيا وتحذيرات من كارثة بيئية
حرائق تلتهم مرتفعات الجبل الأخضر في ليبيا

اندلعت، حرائق ضخمة في مرتفعات الجبل الأخضر بضواحي مدينة البيضاء شرقي ليبيا، وسط أجواء من القلق الشعبي والتأهب الرسمي، بعد أن تسارعت ألسنة اللهب في الانتشار بفعل الارتفاع الحاد في درجات الحرارة، حسب ما أكدته مؤسسة "رؤية" لعلوم الفضاء وتطبيقاته.

ورجّحت المؤسسة، وهي منظمة غير حكومية، في بيان لها، السبت، أن تزداد حدة النيران خلال الساعات المقبلة بسبب توقعات بهبوب رياح جنوبية ساخنة (الرياح القبلية)، قد تتجاوز سرعتها 80 كم/ ساعة، وهو ما ينذر باتساع رقعة الحرائق وصعوبة السيطرة عليها. 

وحذّرت المؤسسة من اقتراب السكان من المناطق الجبلية والغابات الكثيفة، داعية إلى الابتعاد الفوري حمايةً للأرواح وتجنّبًا لأخطار الاختناق أو الاحتجاز.

استنفار واسع النطاق

ومن جهتها، أعلنت وزارة الصحة في الحكومة المكلّفة من مجلس النواب الليبي حالة التأهب القصوى في المستشفيات والمراكز الصحية والعيادات المجتمعية بالمنطقة، تحسّبًا لأي طارئ قد ينجم عن توسع رقعة الحرائق، خاصةً مع قرب بعض القرى والتجمعات السكنية من بؤر النيران.

وشددت الوزارة، في بيان رسمي، على ضرورة حضور الفرق الطبية والطبية المساعدة على مدار الساعة، مطالبةً بتطبيق الجداول الوظيفية الطارئة لضمان الاستجابة السريعة لأي حالات إصابة أو اختناق. 

كما أكدت جاهزية غرف الطوارئ وجهاز الإسعاف والطوارئ بالكامل.

قلق بيئي وإنساني

وتثير هذه الحرائق المخاوف من تداعيات بيئية جسيمة، إذ تُعد غابات الجبل الأخضر من أهم المناطق الحرجية في ليبيا، لما تحتويه من تنوع نباتي وحيواني نادر، فضلاً عن أهميتها في الحفاظ على التوازن المناخي المحلي. 

وتداول ناشطون مقاطع مصورة تُظهر تصاعد ألسنة اللهب وسط الجبال، في ظل غياب واضح لفرق الإطفاء الجوية بسبب محدودية الإمكانات.

وتُعد منطقة الجبل الأخضر من أكثر مناطق ليبيا عرضةً لحرائق الغابات خلال فصل الصيف، خاصةً في ظل قلة الموارد المخصصة لمكافحة الحرائق، وغياب منظومة رقابة مبكرة فعّالة. 

وتسهم الرياح الجافة، وتراكم النباتات القابلة للاشتعال، ودرجات الحرارة العالية، في تحويل شرارة بسيطة إلى حريق مدمر خلال دقائق.

دعوات للتدخل العاجل

ويطالب ناشطون وسكان محليون بسرعة تدخل الطيران العمودي -إن وُجد- وطلب المساعدة من الدول المجاورة في حال استمرار تصاعد النيران، محذرين من كارثة إنسانية وبيئية إذا لم يُتدارك الوضع سريعًا. 

ودعت منظمات مدنية إلى إطلاق حملات توعية محلية لحثّ السكان على الالتزام بإرشادات السلامة وتجنّب إشعال أي نيران في المناطق الجبلية خلال هذه الفترة الحرجة.

 



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية